معجم المرأة في القرآن الكريم : مفردات الكلام، و الأحكام، و الأعلام : دراسة معجمية دلالية سياقية

Abstract

اشْتَمَلَ المُعْجَمُ، في المَقامِ الأَوّلِ، عَلى أَلْفاظِ المَرْأَةِ الوارِدَةِ في التَّنْزيلِ العَزيزِ، وَالأَعْلامِ التي وَرَدَتْ فيهِ تَصْريحًا أَوْ تَلْميحًا، أَمّا أَلْفاظُ المَرْأَةِ فَأَعْني بِها: - كُلَّ فِعْلٍ فَعَلَتْهُ المَرْأَةُ بِنَفْسِها؛ وَذلِكَ نَحْوُ: "وَراوَدَتْهُ التي هُوَ في بَيْتِها" – المَرْأَةُ المُراوِدَةُ. - وَكُلَّ قَوْلٍ قالَتْهُ المَرْأَةُ بِنَفْسِها؛ وَذلكَ نَحْوُ: "وَقالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ" – المَرْأَة القاصَّةُ. - وَكُلَّ وَصْفٍ أَسْبَغَهُ الحَقُّ عَلى المَرْأَةِ؛ وَذلِكَ نَحْوُ: "النّفّاثاتِ في العُقَدِ": المَرْأَةُ النّفّاثَةُ. - وَكُلَّ فِعْلٍ أُمِرَتْ بِهِ المَرْأَةُ؛ وَذلِكَ نَحْوُ: "يا مَرْيُمُ اقْنُتي لِرَبِّكَ وَاسْجُدي"– المَرْأَةُ القانِتَةُ، وَالمَرْأَةُ السّاجِدَةُ. - وَكُلَّ فِعْلٍ أَوْ وَصْفٍ تُحُدِّثَ بِهِ عَنِ المَرْأَةِ؛ وَذلكَ نَحْوُ: "وَالوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ": المَرْأَةُ الوالِدَةُ، والمَرْأَةُ المُرْضِعُ، وَوَلَدُ المَرْأَةُ. التَّأسيسُ الثّالِثُ: الاسْتِدْراكُ فَإِنِ اسْتَدْرَكَ قائِلٌ أَوْ مُسْتَفْهِمٌ عَلى هذِهِ المُقاوَلَةِ، فَزادَ: وَماذا عَلَيْكَ لَوْ رَتَّبْتَها وَفْقًا لِلْمَعاني؟ وَهَلاّ أَقَمْتَ لَنا بَوْنًا بَيْنَ تَرْتيبِ الأَوْصافِ "المَداخِلِ المُعْجَمِيّةِ" وَفْقًا لِلأَلْفاظِ، وَتَرْتيبِها وَفْقًا لِلْمَعاني. قُلْتُ: لَقَدْ رَتَّبْتُ المَوادَّ تَرْتيبًا أَبْتَثِيًّا عَلى حُروفِ التَّهَجّي، وَرَتَّبْتُ المَداخِلَ المُعْجَمِيّةَ وَفْقًا لِلأَلْفاظِ لا لِلْمَعاني، فَلَمْ أُدْخِلْ تَحْتَ أَيِّ وَصْفٍ ما لَيْسَ مِنَ اشْتِقاقِ جَذْرِهِ، وَمِثالُ ذلِكَ مادَّةُ "ولد"، وَتَحْتَها الوَصْفُ: "المَرْأَةُ الوالِدَةُ"، فَلَمْ أَذْكُرْ تَحْتَ هذا الجذْرِ، وَتِلْكَ المادَّةِ، أَيًّا مِنَ الآياتِ وَالمَعاني التي وَرَدَ فيها مَعْنى "الوالِدَة"، كَالأُمِّ مَثَلاً، وَذلِكَ كَذلِكَ في مُزاوَلَتي لِلَفْظِ "الأُمّ" في هذا المُعْجَمِ، فَقَدْ وَرَدَ ذِكْرٌ لِلأُمِّ بِغَيْرِ لَفْظٍ في التَّنْزيلِ العَزيزِ؛ كَالوالِدَةِ، وَالوالِدَيْنِ، وَلَيْسَ هذا مِمّا أَثْبَتُّهُ تَحْتَ مَبْحَثِ "المَرْأَةِ الأُمّ"؛ إِذْ مَنْهَجي هُوَ التَّعْويلُ عَلى الأَلْفاظِ اعْتِمادًا عَلى الجُذورِ، وَلَيْسَ عَلى المَعاني؛ إِذْ لَوْ كانَ المَنْهَجُ اسْتِقْصاءَ الكَلِماتِ التي تَدُلُّ عَلى مَعْنى "الأُمِّ"، أَوْ تَدُلُّ عَلَيْها كَلِمَةُ الأُمِّ، لاخْتَلَفَ التَّرتيبُ كُلّيًّا، وَإِنَّما المَنْهَجُ الْتِماسُ أَلْفاظِ المَرْأَةِ كَما وَرَدَتْ في التَّنْزيلِ، وَتَنْظيمُها وَفْقًا لِجُذورِها. وَلِلتَّشْديدِ عَلى تَجْلِيَةِ هذا المَنْهِجِ في مُزاوَلَتي العَمَلَ في هذا المُعْجَمِ أَضْرِبُ مِثالاً آخَرَ لِأُقيمَ بِهِ بَوْنًا بَيْنَ التَّرْتيبِ المَرْغوبِ فيهِ، وَهُوَ التَّرْتيبُ وَفْقًا لِلأَلفاظِ، وَالتَّرْتيبِ المَرْغوبِ عَنْهُ، وَهُوَ التَّرْتيبُ وَفْقًا لِلْمَعاني، وَهُو جَذرُ "زني"، وَالصِّفَةُ المَقْرونَةُ بِالمَرْأَةِ: "الزّانِيَةُ"، فقَدْ وَرَدا في التَّنْزيلِ العَزيزِ بِأَلْفاظٍ أُخْرى، وَمِنْ ذلِكَ "الفاحِشَةُ"، وَ"رَمْيُ النِّساءِ"، وَلكِنَّني ضَرَبْتُ صَفْحًا عَنْ إِثْباتِ ذلِكَ تَحْتَ مادّةِ "زني"، أَوِ المَدْخَلِ المُعْجَمِيِّ الذي يَقَعُ تَحْتَها، وَهُوَ "المَرْأةُ الزّانِيةُ"؛ إِذْ إِنَّ هذا مِمّا يَخْرُجُ عَنْ مِضْمارِ هذِهِ المُباحَثَةِ المُرْتَضى لَها العُنوانُ "المَرْأَةُ الزّانِيَةُ"؛ فَهِيَ مُرْتَدَّةٌ إِلى الجَذْرِ "زني"، وَالأَوْصافُ الأُخْرى مَبْثوثَةٌ في ثِنْيِ جُذورِها التي إِلَيْها تَنْتَسِبُ، كَمادّةِ "فحش – المَرْأةُ الآتِيَةُ بِالفاحِشَةِ"، وَمادّةِ "رمي"، وَمادّةِ "ولد" – المَرْأةُ الوالِدَةُ، وَمادَّةِ "وضع"، وَتَحْتَها "المَرْأَةُ الواضِعُ"، وَلا يَخْفى أَنَّ ذَيْنِكَ الوَصْفَيْنِ؛ أَعْني "المَرْأَةَ الوالِدَةَ"، وَ"المَرْأَةَ الواضِعَ" كانا سَيَكونانِ مَعًا لَوْ كانَ الأَمْرُ قائِمًا عَلى تَرْتيبِ المَعاني، بَلِ الأَمْرُ بِالضِّدِّ في هذِهِ المُزاوَلَةِ، وَذلِكَ المَنْهَجِ المُتَرَسَّمِ في تَصْنيفِ هذا المُعْجَمِ، فَكُلُّ وَصْفٍ مِنْهُما يَقَعُ مَوْقِعًا لا يَقَعُ فيهِ الآخَرُ: - فَهذا يُوضَعُ تَحْتَ مادَّةِ "ولد"، وَذاكَ يُوضَعُ تَحْتَ مادَّةِ "وضع". - وَهذا لَهُ مَدْخَلٌ مُعْجَمِيٌّ، وَوَصْفٌ قائِمٌ بِرَأْسِهِ: "المَرْأَةُ الوالِدَةُ". - وَذاكَ لَهُ مَدْخَلٌ مُعْجَمِيٌّ مُغايِرٌ، وَوَصْفٌ قائِمٌ بِرَأْسِهِ مِنْ وُجْهَةٍ لَفْظِيّةٍ فَقَطْ: "المَرْأَةُ الواضِعُ".