كليات الآداب بين الأصالة و المعاصر : قسم اللغة العربية أنموذجا

Abstract

يرمي الباحث في هذه الورقة إلى استشراف سُهْمة كليات الآداب العربية في إغناء الهوية والقومية، والتواصل مع التراث العربي الأصيل، مسترفدا فضل أقسام اللغة العربية في تحقيق هذا المبتغى، مراجعا الرؤى الفكرية العريضة التي تصدر عنها، ملتفتا إلى المساقات التعليمية التي تدرس فيها، فمن أدب التاريخ وتاريخ الأدب، إلى تقويم اللسان والنحو العربي، إلى التمرس بالنصوص العليا والنماذج الأدبية الحية المشرقة، إلى عتبات الإبداع والفيض المعرفي والبلاغي والأدبي، والحق أن الناظر المتدبر في أقسام اللغة العربية يجد أنها ذات رسالة جليلة: دينية وقومية وحضارية وتراثية، ولكنها تتفاوت فيما بينها في التردد بين القطبين؛ قطب الأصالة وقطب المعاصرة، فمن الأقسام من له صبغة الإفراط في الانكباب على درس التراث العربي، والتفريط في الأنظار الخارجية، والمعرفة الغربية، وقد يكون الأمر بالضد، والظاهر أن ثم مشكلات تعترض سيرورة الحفاظ على التراث العربي والهوية، كالمشكلات الداخلية المتجلية في كليات الآداب ب "النوعية" و"الأساليب" و...، والمشكلات الخارجية المتمثلة في دعاوٍ استعمارية مزينة "بمكياج" العولمة القبيح وطمس الآخر، و"الازدواجية" و"الثنائية"و.... وينبني على ذلكم المتقدم بيانه تحليل وصفي لواقع المنتسب إلى كلية الآداب عامة، وقسم اللغة العربية خاصة، في أزمته المترددة بين الاغتراب في ماضي الذات، أو الإغراق في حاضر الغير؛ بين جدل الأصالة والمعاصرة.