الربيع العربي و اللاجئون الفلسطينيون : تغيير أم ترسيخ للوضع القائم ؟

Abstract

تعالج هذه الورقة واقع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية على ضوء التغيرات التي حصلت في الدول العربية نتيجة ما يشار إليه مجازاً (وأحياناً عن غير حق) بالربيع العربي. يدخل موضوع هذه الورقة ضمن المحور الرابع (فلسطينيون خارج السياسة: اللاجئون وأحوالهم). فقد تم استثناء اللاجئين، ومنذ عدة عقود، من منظومة الحماية الدولية للاجئين، في الوقت الذي امتازت به الحماية الإقليمية بضعفها، والحماية الوطنية (حيثما وجدت) بسرعة تغيرها وتأثرها بالصراعات والحسابات الداخلية للدول المضيفة، وطبيعة العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية. كما أن قضية اللاجئين بقيت هامشية ضمن منظومة أوسلو وما تبعها من قيام السلطة. ساهم الربيع العربي في تزايد الأمل لدى الفلسطينيين بإمكانية تغيير أوضاعهم واستيعابهم وقضيتهم وعودتها للمركزية التي تستحق. لكن ما يحصل في الكثير من الدول العربية نتيجة هذه التغيرات يشير إلى أن قضية اللاجئين بقيت ثانوية مقارنة بالمشاكل الداخلية للدول ما بعد الثورات أو خلالها. بل إن الاستثناء لعقود من منظومة الحماية الدولية وضعف الحماية الإقليمية والوطنية جعلهم عرضة لانتهاكات لحقوقهم وحرياتهم. كما بقي الاستثناء هو القاعدة العامة للتعامل مع الفلسطينيين في كل ما هو تطبيق عام للقانون والسياسات. في ظل هذا الوضع سيحاول الباحثان النظر إلى إمكانية أن يشمل التغير المنشود والتحول الديمقراطي استيعاباً لقضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص، وإمكانية إحداث تغيير جوهري في طريقة تعامل الدول المضيفة معهم وماهية الأثر المحتمل – إن وجد - على حقهم بالعودة. كما سيتم نقاش التوجهات المقترحة في النظر للدولة الفلسطينية كحل محتمل وإن مؤقت للخروج من حالة انعدام الجنسية بالنسبة للكثير من اللاجئين الفلسطينيين، أو أن يشكل الإقليم المرشح لتلك الدولة ملاذا آمناً للكثير من اللاجئين الفلسطينيين غير المؤتمن على حياتهم وأملاكهم في الكثير من الدول العربية، وأثر ذلك على حقهم بالعودة، وعلى طبيعة الدولة الفلسطينية وواقع الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى العلاقات مع الدول العربية المضيفة.